في غزة يستقبلون شهر رمضان بجيوب فارغة وأدمع حزينة

لا زلت أذكر بعد محاضرة في أحد مساجد غزة قبل ليليتين من رمضان الماضي تقدم الي رجل عليه آثار الغنى مددت يدي كي أسلم عليه لكن تفاجأت أن الرجل يمد يده بعيدا عن يدي أدركت ساعتها أن الرجل يعاني شيئا في بصره.

قال لي يا مولانا ممكن سؤال قلت تفضل قال انا رجل مريض بالسكر وبسبب السكر فقدت بصري وانا اغسل الكلى ثم تحشرج صوته وقال لكني احب ان اصوم والطبيب يمنعني قلت نسمع كلام الطبيب وما الحكم اذن.

قلت الامر سهل تخرج كفارة فقال كم عشرة شيكل يوميا، فسكت الرجل وذرفت عيناه ثم قال ومن لا يملك عشرة شواكل قلت عندما يصبح معه يمكن ان يخرج المبلغ غادر الرجل وشعرت بالحسرة في قلبه قال لي احدهم هل تعرف هذا الرجل السائل قلت لا فقال لي هذا الرجل كان اكبر تاجر مرسيدس في غزة واليوم لا صحة ولا مال

هذا حال الكثير من اهل غزة
مأساتنا مأساة ناس أبرياء

مفردات الموت في غزة تتجول في كل مكان الجوع والمرض والحصار والرواتب والاعمار والمعابر ووووووو، فضلا عن تناكر القلوب وقطع الارحام وانهيار الامن الاجتماعي وسقوط جدار الثقة في كل شيء ومن كل شيء، ناهيك عن انسداد الأفق وموت الاحلام وشبح الهجرة وانقسام سياسي وديني واقتصادي.

هل هذه الصورة السوداء مدخلنا الى رمضان
باي حال جئت يا رمضان
اذا اقفرت القلوب قحطت الالسنة
فكيف اذا اجتمع مع ذلك جيوب فارغة واكباد جائعة
وشبح الحروب والمجاعة وهدم المقدسات والانتحار وارتفاع الأسعار وشح الغذاء والغارمين وتفشي الظلم وموت الضمير
وحدك انت يارب تعلم حالنا
جعلت القنوط من رحمتك شرك لاتغفره والاستبشار برحمتك علامة الايمان
الهي لقد صدقنا نبيك صلى الله عليه وسلم حيث قال
افضل العبادة انتظار الفرج
وانا لمنتظرون
اللهم اجعل فوانيس رمضان سحائب رحمتك وادخلنا عليه وقد جبرت قلوبنا المنكسرة وفرجت عنا فانا نحبك
وهل يعذب الحبيب حبيبه

بقلم الشيخ عماد حمتو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى